دولة قطر والأمم المتحدة تحتفلان بشراكتهما القوية توازيا مع الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة الدولية

news image

الدوحة - المكتب الإعلامي - 10 نوفمبر

نظم مكتب المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة الخارجية، احتفالا بيوم الأمم المتحدة الخامس والسبعين، وذلك في إطار الذكرى السنوية لتأسيس المنظمة الدولية، والذي يصادف الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام.

شارك في الحفل الذي جرى اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، وسعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ، ووكالات الأمم المتحدة ممثلة في منظمة العمل الدولية، والمنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، و/اليونيسيف/، و/الأونروا/، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، و/اليونسكو/، وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة والسلك الدبلوماسي وممثلي المؤسسات الخيرية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني والجامعات والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص في دولة قطر.

وتم خلال الحفل تسليط الضوء على جائحة كورونا (كوفيد-19) التي يمر بها العالم، باعتبارها أكبر الطوارئ الصحية وأسرعها انتشاراً خلال القرن الحالي، كما تم تسليط الضوء على آليات التعافي باعتبار أن الجائحة لا تميز بين أحد، حيث أظهر هذا الوباء مدى الترابط بين العالم وأن الفقر في أي مكان يمثل تهديدًا للازدهار في كل مكان. 

وجدد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية، في كلمة دولة قطر خلال الحفل، تأكيد موقفها المسؤول والداعم للأمم المتحدة وكياناتها المختلفة والمساعي النبيلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد أشار سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية، إلى أن "دعم دولة قطر للأمم المتحدة نابع من إيمانها الراسخ بأن للمنظمة القدرة على تجاوز الأزمات الدولية من خلال عملها على تحقيق السلم والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها تحديات المناخ والتغيرات المناخية والتي دعمت قطر خطط الأمم المتحدة لمواجهتها".

وشدد على مواقف دولة قطر نحو الاحترام الكامل لسيادة الدول ومبادئ حسن الجوار كوسيلة لخلق مجتمعات تنعم بالاستقرار والتنمية والعدالة الاجتماعية، إلى جانب إيمانها بأنه من خلال شراكات موثوقة ترتكز على أطر دولية، يمكن المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وخارجها.

وأكد أن دولة قطر تظل ملتزمة سياسيا بمثل التعددية والأمم المتحدة، كما أنها تواصل تقديم المساهمات المالية، وعلى سبيل المثال تم تقديم التمويل لدعم جهود الأمم المتحدة في لبنان في أعقاب الانفجار الذي وقع في وقت سابق من هذا العام ولمنظمة الصحة العالمية في إطار الاستجابة لجائحة كورونا /كوفيد - 19/، كما تلتزم دولة قطر بتطوير البرامج والمبادرات المستدامة بالتحالف مع الأمم المتحدة.

وأضاف: "في التاسع من سبتمبر 2020 احتفلت مؤسسة التعليم فوق الجميع وشركاؤها العالميون /اليونيسف/ و/اليونسكو/ باليوم الدولي الأول لحماية التعليم من الهجمات، حيث تناول قادة ونشطاء العالم الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية على الأرض لحماية التعليم معلنين أن الصمت بشأن القتل العمد للأطفال في الفصول الدراسية يضع صناع القرار في الجانب الخطأ من التاريخ".

وأوضح أن قطر انضمت للأمم المتحدة في عام 1971 بغية تمثيل الدولة وتسهيل علاقاتها مع المنظمة الدولية، مضيفا: "كما شهد العام نفسه تشكيل الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وأعقب ذلك افتتاح بعثات قطرية في الأمم المتحدة في جنيف وفيينا وروما ونيروبي وغيرها".

وأكد سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، أن العام الماضي شهد تطور العلاقات بين دولة قطر والأمم المتحدة أكثر فأكثر، فقال: "على الرغم من الجائحة العالمية التي أثرت بشكل كبير على العمل في عام 2020 تواصل دولة قطر دعم الجهود متعددة الأطراف ومنظمات الأمم المتحدة، ويظهر ذلك بشكل حثيث وواضح من خلال افتتاح العديد من مكاتب الأمم المتحدة في الدوحة وإنشاء بيت الأمم المتحدة".

وجدد ترحيب دولة قطر الحار ببعثات الأمم المتحدة والعاملين الجدد فيها "الذين ينضمون إلينا في قطر وأتطلع إلى مزيد من التعاون في المستقبل معا"، مبينا أنه مع احتفال الأمم المتحدة بذكرى إنشائها الخامسة والسبعين العام الجاري حان الوقت لإلقاء نظرة على الشراكات والتجارب السابقة ومواجهة التحديات العالمية الأكثر ترويعا في تاريخ الأمم المتحدة معا وذلك بهدف إعادة البناء بشكل أفضل.

وأشار سعادة الأمين العام لوزارة الخارجية، إلى أن اليوم الدولي تأسس بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عقب دعوة للعمل من قبل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة /مؤسسة التعليم فوق الجميع/ وعضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وهو عبارة عن منصة عالمية لصناع القرار للتركيز على حماية التعليم أثناء النزاع وبناء السلام. كما أشار سعادته إلى معاناة ومحنة أكثر من 75 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عاما يعيشون في 35 دولة متأثرة بالأزمات وتحتاج إلى دعم تعليمي عاجل.

وقال إن لدولة قطر مشاركة فاعلة في اجتماعات الأمم المتحدة وجهودها الجماعية إذ تلعب دور الوسيط في الأزمات الدولية وتعمل على تعزيز الحوار بين الأديان ودعم تحالف الحضارات وحماية حقوق الإنسان في الداخل والخارج والمشاركة في صنع القرار من خلال تمويل التنمية والإغاثة وإعادة الإعمار.

من جانبه قال سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته بهذه المناسبة: "أرحب بكم جميعا في هذا الاحتفال بالذكرى السنوية ليوم الأمم المتحدة ويشرفنا أن نحتفل بجهود الأمم المتحدة هنا في دولة قطر بحضور سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية".

وأكد أن دعم دولة قطر يظهر جليا للنظام متعدد الأطراف خاصة ونحن نواجه جائحة وكارثة عالمية عانت منها جميع الدول، وعلى الرغم من ذلك إلا أن دولة قطر تلعب دورا محوريا في المساهمة في التصدي لها، والمساهمة في الأمن والاستقرار مع تعزيز رؤية للمستقبل تتماشى تماما مع قيم الأمم المتحدة.

وأضاف: "نحتفل اليوم في دولة قطر بذكرى الأمم المتحدة، فمن خلال الشراكات مع الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية والقطاع الخاص وموظفي الأمم المتحدة يمكننا حقا إعادة البناء بشكل أفضل والتعافي من الآثار المتنوعة لوباء كورونا. فقد تعلمنا من الجائحة أن الفيروسات لا تعرف حدودا ولا تميز".

وقال إن "يوم الأمم المتحدة هو ليس فقط يوما للاحتفال وإنما للمناقشة ويوم للعمل ولإتاحة الفرصة لتقييم عمل الأمم المتحدة والالتفاف حول أهداف ومبادئ المنظمة التي ننتمي إليها. اليوم لا توجد منظمة عالمية أخرى تتمتع بالشرعية والقدرة على تجميع الصف والكلمة والتأثير كمنظمات الأمم المتحدة، وفي ظل الظروف الحالية فإن الحاجة ملحة إلى تكاتف جميع البلدان للوفاء بميثاق الأمم المتحدة".

ودعا سعادته لضرورة العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤيتنا المشتركة للمستقبل، وأضاف: "لذا فإنني أردد مشاعر سعادة الأمين العام للأمم المتحدة وأدعو إلى التضامن العالمي".

وأشاد سعادته بالعاملين في الأمم المتحدة وجميع أولئك الذين يقضون حياتهم غالبا في خدمة تعزيز السلام والتنمية والدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

ومن جهتها، دعت الدكتورة رولا دشتي، الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في الأمم المتحدة، في كلمتها، إلى إنشاء صندوق تضامن إقليمي وبناء صناديق وطنية لدعم إعادة البناء، وأضافت: "لا نريد إعادة البناء. نريد أن نبني للأمام بشكل أفضل ".

يذكر أن السيدة تمارا الرفاعي المتحدثة باسم الأونروا أدارت الجلسة، كما كان من بين المتحدثين السيد محمد حسن العبيدلي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون العمل، بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية والسيد يوسف أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية وسعادة السفير حسن عبد المنعم المبعوث الخاص إلى دول الخليج للمنظمة الدولية للهجرة، والدكتورة ربى جرادات مساعد المدير العام والمدير الإقليمي للدول العربية بمنظمة العمل الدولية. حيث استكشفت الجلسة النقاشية الشراكات التي ركزت على جهود التعافي من جائحة كورونا (كوفيد-١٩) وسبل "إعادة البناء بشكل أفضل" لتقليل آثار الجائحة على العالم.

 وكان الأمين العام أنطونيو غوتيريش قد طالب في أكتوبر الماضي بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة، من الناس الوقوف معاً ودعم القيم الثابتة لميثاق الأمم المتحدة والتغلب على التحديات الهائلة التي تواجه العالم اليوم. كما كرر دعوته لوقف إطلاق نار عالمي مع تحقيق السلام.

 يذكر أن آثار الجائحة تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من المخاوف الصحية المباشرة ومن بين الآثار الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل للوباء التأثير على التعليم والصحة وجهود الحد من الفقر والجوع والتمييز والبطالة، وتسعى الأمم المتحدة من خلال جهودها الى تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة والحد من خطر التراجع.

يشار إلى أن الاحتفال بيوم الأمم المتحدة يتم في الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، بمناسبة الذكرى السنوية لدخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ عام 1945. وقد انضمت دولة قطر رسميا إلى الأمم المتحدة في 21 سبتمبر عام 1971، وهي تحتفل هذا العام بالذكرى التاسعة والأربعين لمشاركتها كدولة عضو في الأمم المتحدة.