دولة قطر تجدد التأكيد على ثبات موقفها وسياستها الداعمة للقضية الفلسطينية

news image

جنيف – المكتب الإعلامي - 02 أكتوبر

جددت دولة قطر التأكيد على ثبات موقفها وسياستها في دعم القضية الفلسطينية، ومواصلة تقديم جميع أنواع الدعم السياسي والتنموي للشعب الفلسطيني الشقيق حتى يسترد كافة حقوقه المشروعة باعتبارها حقوقا أصيلة لا يمكن التهاون أو التقصير في حمايتها وتعزيزها.

وأكدت دولة قطر على أن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط هو خيار استراتيجي، وأن شرط تحقيقه هو انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وفق جدول زمني محدد، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967م، استنادا إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقاها سعادة السفير علي خلفان المنصوري المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية خلال اجتماع مجلس التجارة والتنمية حول البند العاشر، المعني بتقرير الأونكتاد عن المساعدة التي يقدمها إلى الشعب الفلسطيني.

وشدد سعادته، على حرص دولة قطر على تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، حيث وصل مستوى الدعم الذي قدمته دولة قطر على مدى السنوات الثماني الماضية إلى أكثر من 1.2 مليار دولار في مختلف المجالات وأبرزها التعليم والإمداد بالكهرباء وتعزيز البنية التحتية والمساكن وتمويل فرص العمل، كما أشار إلى تعهد دولة قطر بتقديم منحة قدرها 150 مليون دولار على مدى 6 أشهر تشمل دعما للتصدي لجائحة كورونا /كوفيد ـ 19/.

وقال المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف: "بشأن البند العاشر المعني بتقرير الأونكتاد عن المساعدة التي يقدمها إلى الشعب الفلسطيني، يود وفد بلادي أن يضم صوته إلى ما ورد في بيانات المجموعات التي ينتمي إليها، ونود في هذه المداخلة أن نعرب عن جزيل الشكر لأمانة الأونكتاد على الجهود المبذولة في إعداد هذا التقرير حول المساعدة التي يقدمها الأونكتاد إلى الشعب الفلسطيني".

واستنكر استمرار إسرائيل (بصفتها الجهة القائمة بالاحتلال) بوضع العراقيل أمام دخول وخروج وتنقل موظفي الأونكتاد داخل الأرض الفلسطينية المحتلة من أجل القيام بمهامهم الموكلة إليهم.

وأعرب عن بالغ قلق دولة قطر مما ورد في تقرير الأونكتاد المعروض أمام الاجتماع من أن "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الأرض الفلسطينية تشهد تحولا من سيء إلى أسوأ"، وأشار إلى أن ذلك بسبب الاعتداءات والسياسات التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والقيود التي تفرضها على التجارة، فضلا عن التداعيات الخطيرة التي نتجت مؤخرا بسبب تفشي جائحة كورونا /كوفيد ـ 19/.

وفي ذات السياق، شدد سعادته على أن استمرار سيطرة السلطات الإسرائيلية على ثلثي الإيرادات الضريبية الفلسطينية وتسرب الموارد المالية الفلسطينية إلى الخزانة الإسرائيلية، فضلا عن الخصومات الكبيرة التي تفرضها على إيرادات التخليص الجمركي الفلسطينية، هو أمر يعيق ضمان الاستدامة المالية في الأرض الفلسطينية ويؤثر سلبا على أداء الاقتصاد الفلسطيني وتطوره.

وأضاف المندوب الدائم لدولة قطر لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف: "لا يمكن للتنمية المرجوة للفلسطينيين أن تتحقق في ظل استمرار الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي وفرض الحصار والإغلاق والعقوبات على الشعب الفلسطيني".

وشدد سعادة السفير علي خلفان المنصوري على أن انعدام حرية الحركة والتنقل للأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا، ووجود الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري بين القرى والمدن الفلسطينية وأغوار الأردن وتقسيم الضفة الغربية المحتلة إلى أكثر من 227 منطقة منفصلة جغرافيا، لا يسمح بالتواصل بينها وبين باقي الأراضي الفلسطينية، ويزيد بشكل كبير من تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني.

وأكد على أهمية العمل الذي يقوم به الأونكتاد من أجل دعم مسار التنمية الاقتصادية للفلسطينيين، ودعا المجتمع الدولي إلى توفير المزيد من الموارد المادية والبشرية اللازمة لوحدة مساعدة الشعب الفلسطيني في الأونكتاد لأجل القيام بالبحوث والدراسات، ومواصلة تقديم المساعدة التقنية اللازمة لبناء المؤسسات الفلسطينية بغية الوصول إلى اقتصاد وطني مستقر وبناء دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش بكرامة واستقلالية اقتصادية، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الفلسطينية على مواجهة جائحة كورونا والصعوبات الصحية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها.

وأعرب سعادة السفير المنصوري عن خالص التعازي والمواساة إلى الأشقاء بدولة الكويت قيادة وشعبا في وفاة أمير الإنسانية المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرمز العربي الذي يشهد له التاريخ بمواقفه النبيلة والإنسانية وحنكته الدبلوماسية التي قدمت الكثير للعالم بشكل عام ولمنطقتنا بشكل خاص.