أشكركم على دعوتي لأنضم إليكم اليوم. آمل أن أتمكن من تسليط الضوء على الاضطرابات في الشرق الأوسط وشرح كيفية إمكان القوى العدوانية في منطقتي أن تهدد مصالح قطر ومصالح الولايات المتحدة وأن أقدم لكم أفكاراً لكيفية المضي قدماً معاً.
أن الولايات المتحدة ودولة قطر حليفتان منذ 45 عاماً، وبيننا عشرات الاتفاقيات التي تخلد التزامنا ببعضنا البعض، اجتمع بلدانا هذا الأسبوع من أجل حوار استراتيجي تاريخي ووقعنا على خمسة اتفاقيات إضافية تشمل:
- الدفاع عن الأمن السيبراني للبنية التحتية الحيوية للطاقة،
- تعزيز التجارة والاستثمار والتكنولوجيا،
- تطوير القانون الدولي لوقف الاتجار بالبشر،
- استمرار التزامات الدفاع المشتركة.
وقد تم استقبال الوفود القطرية برحابة صدر.
لدى الولايات المتحدة ودولة قطر شراكة فريدة من نوعها حيث رحبت قطر بالولايات المتحدة عندما كانت تبحث عن مقر لقواتها في الشرق الأوسط. واليوم تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أجنبية أمريكية في العالم، ويوجد في قطر 11000 جندي أمريكي والآلاف من المعلمين والطلاب الأمريكيين ومئات الشركات التي تمتلكها الولايات المتحدة تعيش وتعمل في قطر.
تتمتع قطر والولايات المتحدة بموقع استراتيجي حيث أننا محاطون بأقوى اللاعبين في الشرق الأوسط، بعض هذه الدول مصممة على التخويف والعدوان والتلاعب الخطير مع الحرب. هذه القوى تتنازع على الهيمنة ويأخذون أكثر من مجرد جيرانهم الذين يتنمرون عليهم كسجناء، ولا تقتصر المعاناة التي تسببها هذه القوى المتعطشة للسلطة على التجويع والدمار في الأماكن مثل اليمن وسوريا والصومال، بل يتم تضحية مصالح المواطنين داخل هذه الأنظمة المسيطرة في محاولاتهم للاستيلاء على السلطة.
ان الحصار غير القانوني الذي بدأ في العام الماضي ضد قطر هو إحدى أدوات التخريب العديدة التي تهدف إلى إجبار دولتي على الخضوع لهم، وبدأ يكتشف العالم أن دول الحصار لن تتوقف عند أي شي: التلاعب الغير قانوني بالسوق والأنواع المختلفة من العدوان والاعتداءات الإنسانية وإسكات المنشقين ودعاية التسلح وتقويض الكفاح العالمي ضد الإرهاب، هذه الأساليب الترهيبية تهدد نجاح جميع الاتفاقيات والاستثمارات بين قطر والولايات المتحدة.
هناك نقطة إيجابية للحصار فقد تمكنت قطر من إظهار قدرتها على الصمود تحت الحصار، قد لا تكون بعض البلدان الأخرى في الشرق الأوسط قادرة على تحمل الهجومات كما رأينا في الأمثلة من جميع أنحاء المنطقة. تشارك قطر شغف الولايات المتحدة لإعادة الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، خطر العدوان الإقليمي والقصير الأجل يحدث أمام أعيننا من خلال مجموعة واسعة من الدمار، وسيصل خطر العدوان العالمي والطويل الأجل في نهاية المطاف إلى بلدان في جميع أنحاء العالم لأن هؤلاء الحكام لن يتوقفوا عند شيء من خلال الزعزعة الدولية المتعمدة لأسواق الطاقة والأسواق المالية، والأسوأ من ذلك من خلال وضع أسس للجيل القادم من الإرهاب.
يزدهر الإرهاب في الأنظمة الظالمة والمغلقة حيث لا يتم تلبية احتياجات وحقوق المواطنين، في حين أن العديد من القادة المتهورين الذي يحيطون بنا يضاعفون وسائل الحكم المخيفة والقمعية، وتأمل قطر والعديد من الدول الأخرى في الشرق الأوسط أن تستمر في التطور لتصبح دول يمكنها توفير العدالة والأمن لمواطنيها.
كما أخبرت الأمناء تليرسون وماتيس، قطر ترى أن الولايات المتحدة جزء مهم من هذه الرؤية، وإنهاء الاضطرابات في الشرق الأوسط سيحتاج إلى قيادة إضافية، فأن التعاون المشترك بين جميع دول الشرق الأوسط ضروري لاستعادة الأمن الدائم في المنطقة. لقد حاربت قطر والولايات المتحدة الإرهاب معا لسنوات عديدة ونتفق على أن لا يمكن تدمير الإرهاب من خلال الجهود العسكرية فقط بل يحتاج أيضاً إلى مساندة المظلومين برؤية انفتاح وأمل ... من خلال التغييرات الاجتماعية الدائمة.
لقد حذرنا مراراً وتكرارا أن فرض القمع بدلا من الإصلاح والتنمية باستخدام قانون السلطة بدلا من سلطة القانون يضر بجهود مكافحة الإرهاب العالمية. لقد قضت قطر والولايات المتحدة سنوات مع الأعضاء الـ72 الآخرون في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سحق هذا الشر في العالم ولا نريد أن نجد أنفسنا في نفس الموقف مرة تلو الأخرى، نحن بحاجة إلى العمل معاً لإنهاء تمويل الإرهاب وتجنيده والدعاية والأيدولوجيات المتطرفة.
القيادة الحكيمة تعني التخلي عن المشاعر الشخصية لمساعدة الناس. تأمل قطر على إعادة بناء مجلس التعاون الخليجي، ومواطنو قطر شعب متسامح ومرن ونتمنى الوحدة، ولا يمكننا تجاهل العلاقة التاريخية بين دول مجلس التعاون الخليجي والعلاقات العائلية والثقافية المشتركة التي يمكن أن تجعلنا أقوى، وتأمل قطر في استعادة مجلس التعاون الخليجي يتصف بشفافية أكثر ويعتمد على المصالح المشتركة مثل التجارة والأمن.
سوف يحتاج مجلس التعاون الخليجي المستعاد إلى عملية واضحة لطرح الخلافات وحلها، ويجب أن تكون خالية من الامتثال القسري فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والقرارات المتعلقة بالشؤون الداخلية، ويحكم بالعقل بدلاً من الاندفاع وسوف يسعى لخدمة مصالح جميع الأعضاء.
وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط الكبير، لا يمكننا إعادة بناء هذه المناطق المدمرة ما لم يتم فرض المزيد من الضغوط الدبلوماسية على اللاعبين المتعطشين للسلطة، ويتم تأسيس خطة أمنية شاملة في جميع أنحاء المنطقة، ويجب أن تجد هذه الخطة الأمنية أرضية مشتركة تتضمن آلية تحكيم تمنح الدول الصغيرة والكبيرة الحماية المتساوية وتقديم عواقب ملزمة لأولئك الذين يخلقون الأزمات ويهددون الأمن.
آمل أن ينضم إلينا المجتمع الدولي في الدعوة إلى حوار استراتيجي وإقليمي فوري للاتفاق على المبادئ المشتركة للتعايش والتي بإمكانها أن تكون بمثابة أساس للشفاء وفي نهاية المطاف الازدهار في المنطقة.