سعادة السيد/ محمد جواد ظريف – وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية،
أصحاب المعالي والسعادة الوزراء ورؤساء الوفد،
سعادة السيد/ بنديت ليشمون - الأمين العام لحوار التعاون الآسيوي،
السيدات والسادة الموقرون،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه من دواعي سروري أن نجتمع اليوم على هذا المستوى الرفيع لمواصلة التعاون والتنسيق، ولتجديد التزامنا بتحقيق اهداف حوار التعاون الآسيوي، الذي يكتسي أهمية بالغة لشعوبنا ولعموم القارة الآسيوية.
وأسمحوا لي في البداية أن أعبر عن خالص شكرنا وتقديرنا لجمهورية إيران الإسلامية على ترؤسها الناجح لحوار التعاون الآسيوي خلال عام 2018، والشكر موصول إلى سعادة الأمين العام وفريق العمل على حرصهم الدائم للتواصل مع الدول الأعضاء وجهدهم القيّم في سبيل الارتقاء بالعمل المشترك.
الحضور الكرام،
تولي دولة قطر اهتماماً بالغاً لحوار التعاون الآسيوي بكونه أكبر تكتل ضمن إطار القارة الآسيوية، ولعل تسلم دولة قطر في هذا اليوم لرئاسته لعام 2019 يؤكد حرصها على دعم العمل المشترك لحوار التعاون الآسيوي، والتزامها بتحقيق التكامل عبر توسيع التعاون القائم بين دول قارتنا في شتى المجالات، وإقامة الشراكات مع التكتلات والمنظمات الإقليمية الأخرى، وعلى النحو الذي يخدم دول الحوار كمجموعة متحدة، ويتماشى مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030. ويعزز التعاون الدولي.
لقد نهض حوار التعاون الآسيوي ومنذ تأسيسه في عام 2002 بدور حيوي لتعزيز التعاون والترابط بين الدول الآسيوية في جميع مجالات، وساهم في ترصين الجهود المشتركة لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه قارتنا، ولا سيما في المجال التنموي وتحسين نوعية حياة الشعوب الآسيوية وتحقيق تطلعاتها وازدهارها، جنباً إلى جنب مع المجموعات والتكتلات الإقليمية والدولية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة للأسرة الدولية في مجال التنمية وتعزيز حقوق الإنسان وصون السلم والأمن الدوليين.
ولا شك فإن توسع عضوية الدول الأعضاء في المنتدى التي بلغت (34) دولة آسيوية يؤكد مدى أهميته وحاجة القارة الآسيوية لحوار التعاون الآسيوي كمنصة للتعاون والتنسيق.
الحضور الكرام،
إن التغيرات والتحولات المتسارعة في كوكبنا تدعونا إلى تكثيف التعاون من أجل تحقيق التكامل المشترك المنشود على الصعيدين الثنائي والمتعدد الاطراف، وإننا على يقين ان تعزيز التفاهم المشترك والتكامل الاقتصادي الإقليمي في كافة نواحي العلاقات الحيوية يصب في تدعيم مسيرة عملنا المشترك ورفع مستويات التعاون ونقلها إلى آفاق أرحب.
وفي هذا الخصوص، تشجع دولة قطر تعميق الشراكات التجارية والاقتصادية وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية لبلدان آسيا في الاسواق العالمية، لاسيما وأن القارة الآسيوية تمتلك كافة الامكانيات المطلوبة للدفع بعجلة التنمية من موارد بشرية وثروات اقتصادية، وهي عناصر كفيلة لنجاح عملية التكامل الاقتصادي، خاصة وان اقتصاديات العديد من دول القارة تشهد معدلات نمو متسارعة في السنوات القليلة الماضية الأخيرة.
الحضور الكرام،
في إطار تولي دولة قطر للرئاسة وحرصها على العمل يداً بيد مع الأمانة العامة لحوار التعاون الآسيوي وبقية الدول الاعضاء والسعي إلى تنمية التعاون القائم بينهم، واستكشاف فرص تعزيز الترابط، ودفع مسيرة العمل المشترك، وتبادل وجهات النظر حول مستقبل الحوار وسبل تحقيق أهدافه بالصورة الأمثل، فإن دولة قطر تتشرف باستضافتها للاجتماع الوزاري السادس عشر للدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي خلال العام القادم 2019، ونتطلّع لمشاركة جميع رؤساء وأعضاء الوفود في هذا الاجتماع.
تؤمن دولة قطر بأن التعليم والثقافة ركيزتان أساسيتان لتطور ونمو الشعوب وبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة وتولي اهتماماً كبيراً بهما ،ومن هذا المنطلق فإن دولة قطر ستستضيف على هامش توليها لرئاسة حوار التعاون الآسيوي ورشة للتعليم وأخرى للثقافة خلال العام القادم، كما وسيتم عقد منتدى لرجال الأعمال الذي سيكون منصة مهمة لعرض الخبرات والرؤى والأفكار والتجارب المتميزة بين المستثمرين ورواد الأعمال والخبراء في مجالي الاقتصاد والتجارة، مما سيساهم في فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، وتوسيع التجارة والآسواق المالية وزيادة حجم القوة التنافسية لدول القارة الآسيوية مع باقي دول العالم.
ختاماً، أجدد شكري وتقديري لجهود القائمين على هذا الاجتماع، وأؤكد تطلع دولة قطر لمواصلة التعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء في المنتدى، وأملنا كبير أن تشهد السنة القادمة المزيد من التواصل لتحقيق المكاسب المشتركة، وأؤكد لكم بأن دولة قطر ستضع هدف التوافق والتعاون الآسيوي وتطوير آليات العمل المشترك بين بلدان القارة كأولوية خلال فترة الرئاسة.
وشكراً،،