حل الأزمة الخليجية: التحديات والآفاق – الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني
المركز العربي – واشنطن دي سي
29 يونيو 2017
مساء الخير سيداتي وسادتي،
أود أن أشكر خليل على هذه المقدمة الطيبة وأوجه شكر خاص إلى مجلس الإدارة والموظفين في المركز العربي - واشنطن دي سي على هذه الدعوة الكريمة ورعاية هذا الحدث وتزودي بهذه الفرصة لمخاطبة مثل هذا الجمهور المميز. إنه لمن دواعي سروري أن أعود إلى واشنطن وأن ألتقي بالمسؤولين الحكوميين وصناع القرار ورواد الأعمال وأصدقائنا الأمريكيين في هذا الوقت الحرج.
السيدات والسادة،
مهدت قطر مسارا فريدا لنفسها بين الدول العربية من خلال قيادة الجهود من أجل اتخاذ قرارات غير عنيفة للنزعات الإقليمية والعالمية، ولقد ساعد النهج القطري في تحقيق التكامل بين الحركات التي سبق أن واجهت استبعادا تاما من العملية السياسية، وقد نظرت الدول الأخرى بشكل مثير للريبة إلى استعداد قطر للتوسط في الحوار بين النظام السوداني والجماعات المسلحة أو بين المعسكرين المتنافسين الرئيسيين في لبنان، ورفضوا أن يتقبلوا أن قطر تستطيع الوفاء بالتزاماتها مع التحالفات الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى أثناء بناء العلاقات اللازمة للعب دور الوسيط. لقد أصبح الحوار الدولي ممكنا بفضل استعدادا قطر للعب هذا الدور. قطر أكثر من مجرد وسيط على المسرح العالمي أو منصة سياسية بل قطر شريك إنساني يسعى إلى استبدال الأسلحة بالأقلام واليأس بالأمل، وهي دولة مكرسة لمعالجة احتياجات الموارد البشرية والبنية التحتية لمواطنيها وسكانها. إن نجاح قطر في هذه المجالات متلازما معايير التنمية البشرية المتفق عليها دوليا والتي تحظى بأكبر قدر من اهتمام صانعي السياسة القطريين.
كما تعلمون منطقتنا تعاني من بعض الاضطرابات السياسية الخطيرة التي تؤثر على المصالح الوطنية لجميع الدول في المنطقة والمصلحة الوطنية للولايات المتحدة، وهذا التأثير على الولايات المتحدة نتيجة للتحالف القوي الذي يربط بين قطر والولايات المتحدة والقيمة الإستراتيجية للمنطقة نحو الاستقرار والأمن. كما ذكرت وسائل الإعلام عقدت اجتماعا هاما يوم الثلاثاء مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون لمناقشة الأزمة الحالية في الخليج واستكشاف آفاق الحلول السياسية للصراع. يشكر شعب وحكومة دول قطر الوزير تليرسون على جهوده القيمة بالنيابة عن الحكومة الأمريكية لمساعدة جميع الأطراف في الخليج العربي للتغلب على خلافاتهم وإعادة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة إلى وضعها لطبيعي.
التزمت دولة قطر بوضع حد للأزمة الحالية منذ بدايتها ولقد ذكرنا باستمرار وبشكل قاطع أن قطر مستعدة للجلوس مع جيرانها لمناقشة جميع القضايا المتعلقة بالأمن والاستقرار الإقليميين طالما لا تنتهك هذه المطالب استقلالنا وسيادتنا الوطنية. لدي المزيد من المعلومات حول الاجتماع ولكني أود أن أقضي بضع دقائق لمناقشة خلفية الأزمة الخليجية.
لقد مر أربعة وعشرون يوما منذ فرض التدابير الأحادية على قطر. تم تقديم 12,000 انتهاك لحقوق الإنسان وتمزقت آلاف العائلات والأصدقاء وانفصل الأزواج عن زوجاتهم والأمهات عن أطفالهن خلال شهر رمضان المبارك وتم إسكات الآلاف من الصحفيين والمدنيين من خلال إجراءات تعسفية. ثبت مكتب التحقيقات الفيدرالية أنه تم اختراق وكالة الأنباء القطرية في يوم الـ24 من مايو ونسبت تصريحات مفبركة لسمو الأمير عن علاقات قطر مع إيران وإسرائيل وحماس والولايات المتحدة, وقمنا بنفي هذه التصريحات الكاذبة على الفور.
وكما تعلمون أن في 5 يونيو أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر عن قرارهم بقطع علاقاتهم الدبلوماسية والتجارية وإغلاق الحدود والمجالات البحرية مع دولة قطر. لقد فوجئنا بهذه التدابير واعتبرناها غير مبررة. بما أن لم يتم التذرع بالآلية التعسفية لعام 2014 المبنية على اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي وتستند هذه الأعمال العدائية على ادعاءات لا أساس لها وافتراضات خاطئة ولم تقدم أدلة بعد
بدأوا بالأخبار الخاطئة ثم الادعاءات التي تليها قائمة من المظالم وأخيرا انذر نهائي. خضعت قطر فورا لحملة مخططة مسبقا مبينة على معلومات خاطئة والتلفيق الذي يهدف إلى تقويض سيادتنا الوطنية والتدخل في شؤوننا الداخلية كدولة مستقلة. قطر عضو مؤسس لمجلس التعاون لدول الخليج، ولقد التزمنا التزاما تاما بميثاق مجلس التعاون الخليجي واحترمنا سيادة واستقلال ووحدة أراضي دول الأعضاء، وتفتخر قطر بالوفاء بجميع التزاماتها تجاه مجلس التعاون الخليجي والدفاع عن مصالح دول مجلس التعاون الخليجي وتطوير الأجندة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لدول مجلس التعاون الخليجي، ودور قطر في تحرير الكويت وحمايتها وفي الآونة الأخيرة لحدود السعودية في الحرب المستمر مع اليمن يقدم أدلة على الالتزام الذي لا يتزعزع بميثاق دول مجلس التعاون الخليجي.
هناك أدلة كثيرة على سجل قطر العالمي في مكافحة الإرهاب ومنع تمويل الجماعات الإرهابية ونعترف بالعقبات والتحديات التي تواجهها قطر في مكافحة الإرهاب ومع ذلك فإن هذه التحديات ليست حصرية لقطر. الإرهاب ظاهرة ابتليت بها منطقتنا ونسعى إلى مكافحة الإرهاب بشكل جماعي من خلال التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.
بصفتنا عضوا في فريق عمل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اتخذت قطر خطوات هامة وموضوعية لمنع تحويل الأموال من خلال الجمعيات الخيرية المحلية أو الأجنبية إلى أي منظمة ورد ذكرها في قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية المعينة. تم الاعتراف بجهودنا في هذا المجال بشكل دائم من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة المالية، وسجلنا في منع تمويل المنظمات الإرهابية غني عن التعريف ونحن على استعداد لمقارنة سجلنا مع سجلات أي من دول الحصار.
بالإضافة إلى تنفيذ التغييرات التشريعية لمنع تمويل الأنشطة الإرهابية أن دولة قطر تنفذ استراتيجية لمكافحة التطرف العنيف من خلال نهج قائم على التنمية يشمل إعادة الإعمار والتعليم والتمكين الاقتصادي سواء تم ذلك عن طريق دعم صناديق بمليارات الدولارات من أجل إعادة إعمار غزة أو دارفور أو بتوفير تعليم جيد لسبعة ملايين طفل خارج المدرسة في 42 دولة بما في ذلك الآلاف من اللاجئين السوريين والأطفال الفقراء في باكستان وأفغانستان بالإضافة إلى توفير فرص العمل والتمكين الاقتصادي لـ300,000 شاب عربي بما في ذلك الآلاف من الفرص للشباب في تونس ومصر. ولقد استفاد ملايين الناس المعرضين للتطرف والإرهاب من جهود قطر المستمرة والتي بدورها قللت من خطر الإرهاب العالمي.
بعد تقريبا ثلاثة أسابيع من الحصار الجائر منذ 25 يونيو 2017 قدمت دول الحصار القائمة التي طال انظارها إلى دولة الكويت لتقديمها إلى حكومتنا، وتحتوي هذه القائمة على العديد من المطالب التي تتضمن الحد من علاقاتنا الدبلوماسية مع إيران ومطالبتنا بقطع العلاقات مع الإرهابيين المزعومين وإغلاق وسائل الإعلام الحرة وإنهاء التحالفات العسكرية وتعديل قوانين الجنسية والهجرة الخاصة بنا لاستبعاد مواطني الدول المختلفة ودفع تعويض عن الجرائم الخيالية. بالإضافة إلى ذلك من المتوقع أن تخضع قطر لفترة من الاختبار بينما ترصد الدول الخارجية امتثالنا لهذه المطالب الغير معقولة، وقد تم قياس استجابة قطر عن قصد وبشكل واضح. نحن على استعداد للتفاوض على أي شكوى مشروعة مع جيراننا لكننا لن نعرض سيادتنا الوطنية للخطر، واعترف الوزير تليرسون بنفسه أنه سيكون من الصعب جدا تلبية المطالب التي أصدرتها دول الحصار، وصرح وزير الخارجية الألماني سيجمار غابرييل أن المطالب كانت استفزازية للغاية حيث أنها تتحدى بعض بنود سيادتنا. أيها السيدات والسادة أن هذا الإنذار ليس عبارة عن قائمة من المطالب وإنما هو محاولة واضحة لتقويض سياساتنا الخارجية وسيادتنا الوطنية، وكما ذكرت إحدى الدول المجاورة "هذه القائمة ليست قابلة للتفاوض".
اسمحوا لي أن أخبركم عن بعض الملاحظات حول اجتماعي يوم الثلاثاء مع الوزير تليرسون. لقد كان الاجتماع ممتازا وبناء، وأطلعت الوزير على آخر تطورات الأزمة وآثار الحصار على قطر، وقمنا بتبادل وجهات النظر حول قائمة المطالب التي قدمتها دول الحصار والتي من ثم قدمت إلى حكومتي من قبل إخواننا في الكويت الذين واصلوا جهود الوساطة لحل هذه الأزمة. اتفقت قطر والولايات المتحدة في اجتماعنا على الحاجة الملحة إلى البحث عن حل سياسي لهذه الأزمة ومناقشة الادعاءات الموجهة إلى قطر بشكل معقول ومباشر، وأكدت للوزير أن اقتراح بعض الأطراف أن مطالبهم غير قابلة للتفاوض لا يساعد على حل الأزمة. تتطلب الحلول الجادة والدائمة لهذه القضية أو أي قضايا أخرى التفاوض في إطار واضح وفقا للقانون الدولي، وتشكل الإنذارات الغير قابلة للتفاوض عقبات أمام الحلول العادلة لاختلافاتنا.
أن مجلس التعاون الخليجي آخر مصدر للاستقرار في المنطقة، ولا يمكننا تحمل صراع آخر في المنطقة. الحصار فعل عدواني واضح ضد سيادة الدولة وانتهاك واضح للقوانين واللوائح الدولية. أثار العداء تجاه قطر العديد من التساؤلات حيث كانت تصريحات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر متناقضة وتتهم قطر بدعم الأحزاب والجماعات المعارضة، والاتهامات الموجهة التي لا أساس لها. إذا كانت هناك طلبات ملموسة وواضحة من الدول المجاورة فلدينا الحق في الرد من خلال الحوار وليس من خلال حصار غير قانوني، وقد أكد الوزير تليرسون مرارا وتكرارا أن مطالب البلدان المحاصرة يجب أن تكون معقولة وقابلة للتنفيذ، وتوافق حكومة قطر بشكل كامل على أن هذا سيكون أفضل إطار لتهدئة الأزمة الحالية والوصول إلى طريقة مناسبة لحلها.
أود أن أختتم بمقبس من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في خطابه الأول في عام 2013 "ترتبط دولة قطر بعلاقات الأخوة والتعاون مع الأشقاء العرب وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون التي نسعى للارتقاء في علاقتنا معها إلى أعلى مستويات التكامل الممكنة"
أشكركم على حسن استماعكم.
فقرة الأسئلة والأجوبة:
سؤال: آدم من (ABC News). لقت أخبرتنا بأنك تتعامل مباشرة مع وزارة الخارجية ووزير الخارجية تليرسون لمعالجة لحل هذه الأزمة لكننا تلقينا رسالة مختلفة من البيت الأبيض. قال الرئيس ترامب أنكم لا تشجعون الإرهاب وبعدها بأسبوعين انتقد قطر لرعايتها للإرهاب. ما رأيك في هذه الرسائل المختلفة التي تأتيك من نفس الإدارة؟
سعادة الوزير: شكرا لك على سؤالك يا آدم. لقد سؤلنا هذا السؤال كثيرا وأعتقد أننا أوضحنا أن حكومة دولة قطر عادة ما تتعامل مع مختلف الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة وهم على علم بالتقدم الذي تحققه قطر ويقدرون هذه العلاقة، وأعتقد أن تم ذكر هذا سابقا من قبل وزارة الخارجية ووزارة الدفاع. فيما يتعلق ببيانات الرئيس أو تغريداته فإن التغريدة تشير إلى ما سمعه من بعض القادة، ونحن نعتقد أن هؤلاء القادة هم قادة دول الحصار. أعتقد أن الرئيس يحصل على المزيد من المعلومات من وكالاته الخاصة ويمكنه تأكيد أن قطر لا تدعم الإرهاب، ونرى أن الولايات المتحدة منخرطة جدا في وضع حد لهذه الأزمة.
سؤال: منذر سليمان من قناة الميادين. في رأيك متى ستلعب الولايات المتحدة دور الوسيط والراعي بدلا من دور الميسر؟
سعادة الوزير: نحن نقدر الدور الذي يلعبه أمير الكويت بين أطراف هذه الأزمة من دول مجلس التعاون الخليجي. بما أن دول الحصار وقطر أعضاء في مجلس التعاون الخليجي يجب أن تقود عملية الوساطة دولة من المنطقة تفهم مدى تعقيد المشكلة. الولايات المتحدة تلعب دور لأن كل الدول المتنازعة في هذه الأزمة حلفائها، وتلعب الولايات المتحدة دورا نشطا في دعم جهود أمير الكويت وتشارك بنشاط في التوسط والتيسير بين الأطراف المتنازعة.
سؤال: بول شانكمان من أخبار الولايات المتحدة الأمريكية. ماذا تتوقع قطر من الولايات المتحدة؟ هل أنتم مستعدون لاستخدام القاعدة الأمريكية للمساومة؟
سعادة الوزير: لا نحتاج إلى استخدام مساومة مع الولايات المتحدة لأن لدينا تاريخ طويل وقوي بين قطر والولايات المتحدة من حيث الروابط القوية والعلاقات الاستراتيجية. قاعدة العديد الجوية دليل على قوة هذه العلاقة، ونحن في قطر نستضيف في القاعدة الجوية حوالي 11,000 جندي أمريكي وهذا أمر تقدره الدولتان، وقد بذلت هذه القاعدة جهودا كبيرة في التحالف الدولي ضد داعش، وأرى أنه من المهم للمنطقة أن تكون القاعدة الجوية نشطة وتشارك في هذه الجهود.
سؤال: توني كالستر، رئيس مجلس الشؤون العالمية - واشنطن دي سي. لماذا تطالب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بإغلاق قناة الجزيرة؟
سعادة الوزير: أعتقد أن عليك أن تسألهم هذا السؤال. كانت قناة الجزيرة أول منفذ إعلامي بارز في المنطقة وشكلت سابقة في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي لوسائل الإعلام العربية. نحن نرى أن الجزيرة تلعب دورا في المنطقة وهي صوت مئات الملايين في المنطقة ونحن نؤمن بأهمية قناة الجزيرة واستقلالها. إذا تم إغلاق قناة الجزيرة فإن القرار سيأتي من داخل قطر ولن يتم إملاءها من الخارج.
سؤال: هاكان بوكور من وكالة الأناضول التركية. لقد كانت تركيا تدعم قطر بشكل حاسم منذ بداية الأزمة. ما هو تقييمك لموقف تركيا من الأزمة الخليجية؟
سعادة الوزير: لطالما كانت تربط قطر وتركيا علاقة طويلة وقوية وتتمتع تركيا بعلاقة مماثلة مع بقية دول الخليج، ودعم تركيا لقطر لا يقوض علاقتها مع دول الخليج الأخرى. تركيا تحث الأطراف على الانخراط في الحوار ونعتقد أن هذا هو موقف جميع حلفائنا الذين يريدون وقف التصعيد والانخراط في الحوار وأن يكون هناك تفاعل بناء بين الأطراف لحل الأزمة. لقد كانت تركيا تدعم سلسلة الإمداد في قطر بسبب الحصار ونحن ممتنون لهذا الدعم.
سؤال: محمد الشناوي من صوت أمريكا. هل ترى أي دور آخر للولايات المتحدة مع استمرار التصعيد من الدول الأربع التي تحاصر قطر؟ ما هو الدور التالي للولايات المتحدة بالإضافة إلى المفاوضات أو الوساطة الكويتية؟
سعادة الوزير: تلعب الولايات المتحدة دورا أساسيا في هذه الأزمة حيث أن جميع الأطراف حلفاؤها، ونحن نؤمن بأننا نبني علاقاتنا على الاحترام المتبادل بين الدول والولايات المتحدة ولا نرى سوى حل سياسي لهذا الأزمة حيث نجلس حول طاولة الحوار ونناقش أسباب التظلم لدى كل دولة. لذلك نحث الولايات المتحدة على مواصلة دورها ومشاركتها في تسهيل الوصول إلى حل وممارسة الضغط على الأطراف للمشاركة في الحوار.
سؤال: الجزيرة العربية. ما هي توقعاتك للخطوة التالية عندما تنتهي مهلة العشرة أيام التي حددتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر؟
سعادة الوزير: إجابتنا هي أن المظالم ستكون باطلة. لقد قاموا بكتابة هذه المطالب بناء على افتراضاتهم وما زلنا نرى أن من خلال تقديم مثل هذه اللوائح من المطالب افترضوا أن شكاواهم قد تم إثباتها أو دعمها بالأدلة. دولة قطر تؤمن بأن يجب على المفاوضات أن تبدأ بالإطار المناسب للمناقشات وتقديم الأدلة وإثبات مصداقيتها ثم بناء عملية للتغلب على أي من هذه التحديات، ولكن تقديم المطالب من خلال إنذارات نهائية وتاريخ صلاحية ممارسة وضعت سابقة لنا في المنطقة وربما العالم.
سؤال: ديدرا من (BBC). برأيك لماذا تعتقد أن الرئيس قرر الانضمام إلى الجانب السعودي رغم أن دولتكم تستضيف القاعدة العسكرية الأمريكية؟
سعادة الوزير: إننا نعتقد أن المصدر الرئيسي للمعلومات بين الولايات المتحدة وحلفائها هي الوكالات الحكومية التي تتواصل مع بعضها البعض، وقد اتخذ موقف الرئيس بناء على الاستماع إلى القادة الأخرين ولذلك أعتقد أن من خلال زيادة المشاركة بين الوكالات ستتوفر رؤية أفضل للرئيس حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر.
سؤال: سعادة الوزير هل قابلت جاريد كوشنير في هذه الرحلة؟
سعادة الوزير: لا لم أقابله.
سؤال: محمد غانم من المجلس السوري الأمريكي. كيف أثرت الأزمة الخليجية على الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في سوريا؟
سعادة الوزير: لا يسعني إلا أن أتحدث عن موقف قطر. نحن في قطر دائما نبني سياساتنا استنادا إلى مبادئنا وقيمنا التي لا تستند إلى الأزمات وسياستنا تجاه سوريا تبقى كما هي. نحن نرى أن هذه الأزمة هي أزمة إنسانية كبيرة في سوريا ويجب أن تنتهي قريبا بحل عادل ويجب محاسبة مرتكبي جرائم الحرب على الجرائم التي ارتكبوها، والشعب السوري يستحق أن يحظى بحماية المجتمع الدولي وسنواصل جهودنا في حث اللاعبين الدوليين على توفير هذه الحماية للشعب السوري.
سؤال: فيليس بيبيس من (IPS). إذا كانت قطر حقا ملتزمة بحل غير عسكري فلماذا لم ترسل الـ11,000 جندي الموجودين في قطر إلى موطنهم وترجع الأسلحة الأمريكية بقيمة 12 مليار دولار؟
سعادة الوزير: في الواقع أن ال،11,000 جندي لا يخدمون قطر بل أنهم يخدمون المنطقة ككل ومركز القيادة موجود في هذه القاعدة. لست متأكدا إذا كنتم على علم بأن المنشآت المختلفة التي تمثل المساهمات الرئيسية في التحالف الدولي ضد داعش تتكون من العمليات التي تم تشغيلها من قطر.
سؤال: جيمس من قناة الجزيرة الإنجليزية. قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن مطالب قطر غير قابلة للتفاوض. ما الذي سيحدث أذا لم يتراجعوا عن هذا الموقف؟
سعادة الوزير: عادة نتوقع أنه عندما تكون هناك مفاوضات أو قائمة من المطالبات يجب أن تكون قابلة للتفاوض، وان فرض مطالب غير قابلة للتفاوض تعتبر مسألة سيادة وعدم احترام القانون الدولي والنظام العالمي، ونحن نؤمن بأن القانون الدولي الذي يحكم العلاقات بين الدول ونؤمن بأن هناك إطارا متفقا عليه من قبل المجتمع الدولي يتم استخدامه عند حدوث أي تعارض، ولا أرى أن استخدام مصطلحات مثل "المطالب" و "غير قابلة للتفاوض" هي طريقة حضارية للانخراط في طرق لحل هذه الأزمة.
سؤال: جيمس من قناة الجزيرة. هل هناك خطر على كيان مجلس التعاون الخليجي نتيجة لهذا الأزمة؟
سعادة الوزير: علينا أن نسترجع قمة الرياض لأنها وحدت المنطقة من أجل هدف مشترك وهو مكافحة الإرهاب وهزيمته، وقد اتفق عليه مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة ودول عربية إسلامية أخرى، وفجأة بعد يومين تغير الهدف من مكافحة الإرهاب إلى قطر التي تعتبر جزء من منظمة دول مجلس التعاون الخليجي. على الرغم من جميع التحديات التي نواجهها في المنطقة قاموا بالتركيز على دولة نشطة في مكافحة الإرهاب وحاولوا تقويض سيادتها وتقويض أمن واستقرار المنطقة، هذه الأفعال تطرح سؤالا كبيرا حول مستقبل مجلس التعاون الخليجي حيث أن كان من المفترض أن يكون مجلس التعاون الخليجي إطارا للأمن الإقليمي ضد أي تهديد خارجي، وشاركت الدول في هذه المنظمة من أجل توفير الأمن والاستقرار للدول التي تتعرض للخطر بسبب تهديد خارجي ولكن حين يأتي التهديد من داخل مجلس التعاون الخليجي هناك شكوك حول استدامة هذه المنظمة. نأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريبا ولكن حتى لو انتهت يجب أن يكون لدينا حل طويل الأمد يضمن سلامة واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي وضمان سلامة وأمن مواطنينا، ولا نريد أن يكون لدينا اتفاق أو إطار يتم تطويره لتنظيم هذه العلاقة في المستقبل مما يمنح فرصة لدولة اخرى أن تتصرف بطريفة مماثلة.
سؤال: ديريك دافيدسون. هل بإمكانك أن تخبرنا قليلا عن التحقيق في اختراق وكالة الأنباء القطرية وأي أدلة على من كان وراء الاختراق؟
سعادة الوزير: لا أمتلك الكثير من المعلومات حول تفاصيل التحقيق ولكن قدم المدعي العام المعلومات التي بحوزتنا في مؤتمر صحفي وهناك أدلة كافية على أن هناك بعض الأطراف ودول الحصار متورطين في جريمة القرصنة ضد وكالة أنباؤنا، وقد شارك مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) في التحقيق وشاركت وكالة الجرائم الوطنية (NCA) من المملكة المتحدة، وأكدت كلتا الوكالتين أن وكالة الأنباء تعرضت للاختراق قبل أيام قليلة من 24 مايو وزرعت البرمجيات الخبيثة على خادم وكالة الأخبار مما يدل على أن هذه العملية كانت مخططة.
سؤال: ديفيد من مركز ويلسون. يتهم السعوديون قطر بالفشل في تنفيذ اتفاقية 2014. ما الذي كان من المفترض أن تقوم به قطر بموجب هذه الاتفاقية؟
سعادة الوزير: هذا اتهام لا أساس له لأنهم انتهكوا اتفاقية الرياض وفي هذه الاتفاقية آلية تحكيم تنص على أنه في حالة وجود أي تظلمات يجب مناقشاتها ضمن هذه الآلية ولم يتذرعوا بهذه البنود أبدا. لقد فوجئنا بكل هذه الإجراءات التي اتخذت ضد قطر دون أي تفاعل مباشر مسبق عندما كنا في الرياض خلال فترة القمة أو حتى في المجلس الوزاري، ولا توجد انتهاكات لاتفاقية الرياض من جانب قطر، ونرى أن هذه الدول الثلاث انتهكت اتفاقية الرياض ولم تبد أي اهتمام لأي من بنودها.
سؤال: إحسان طرور من واشنطن بوست. ما رأيك في اعتراضات دول الحصار على قناة الجزيرة؟
سعادة الوزير: أعتقد أنهم غير راضين في بعض الأحيان عن الأخبار التي تبثها قناة الجزيرة ولقد أخبرنا الجميع من قبل أن قناة الجزيرة تعمل بشكل مستقل وهي شبكة إعلامية محترفة. إذا كانت لديهم أي مشاكل معهم فنحن مستعدون لتسهيل لهم التواصل مباشرة مع قناة الجزيرة، وكفاءة الجزيرة لن تتأثر بأي شكاوى. المنطقة بحاجة إلى قناة الجزيرة لبث الواقع والحقيقة للشعوب والمئات الملايين في المنطقة العربية يتابعون الجزيرة لمصداقيتها.
سؤال: المجلس الأطلسي. يبدو أن السعوديين يركزون على عزل إيران لكن يبدو أنهم يحققون العكس. ما هو وضع علاقة قطر مع إيران؟
سعادة الوزير: لطالما كانت قطر واضحة للغاية بشأن موقفها مع إيران. إيران جارتنا ويجب أن تكون لدينا علاقة بناءة وإيجابية معهم وهذا لا يمكن أن يحدث دون التعامل معهم. إننا نقوم بجميع هذه الأشياء ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي وهو استنادا لقرار اتخذه قادة دول مجلس التعاون الخليجي للتحاور مع إيران بشكل حوار قائم على المبادئ التي تم نقلها إلى السلطات الإيرانية، وهناك تبادل للأطر المقترحة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران حيث تعمل الكويت باعتبارها قائدة هذه الجهود ولذلك نعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها علاقات إيجابية مع إيران. عندما يتعلق الأمر بقطر، فقد اعتمدنا علاقاتنا على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. لدينا حدود مع إيران، ولدينا حقل غاز مشترك لذا يجب أن يكون لدينا علاقة معهم.
إذا كانوا يتهموننا بالتقرب من إيران علينا أن نذكر أن قطر تحتل المرتبة الخامسة بين دول الخليج من حيث التجارة الثنائية مع إيران، و96 ٪ من التجارة الثنائية بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران تأتي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإذا أردنا تكثيف تعاوننا أو التجارة الثنائية مع إيران لتصبح في المرتبة الثانية أو الثالثة بين دول مجلس التعاون الخليجي لن تصل تجارتنا إلى مستوى الإمارات. ثانياً، نعتقد أنهم يبالغون في طلب قطع العلاقات مع إيران أو عدم الاقتراب من إيران من خلال القيام بكل ذلك مع قطر وإن التدابير المفروضة على قطر لم تُفرض قط على إيران، لذا لا نعرف ما إذا كان هذا سببًا عقلانيًا لاتخاذها جميع هذه الخطوات والإجراءات.
وفيما يتعلق بوضع علاقة قطر مع إيران، نرغب دائما في إقامة علاقة إيجابية وبناءة مع جميع الدول وسنواصل مشاركتنا معهم، ونحن الآن نواجه حصار وليس لدينا أي طريقة لعبور جويا إلا من خلال إيران ولا نستطيع عبور البحر إلا عن طريق إيران أو عمان أو الكويت، في الوقت الحالي لدينا وصول محدود ويجب أن نقوم بكل ما يتطلب الأمر لضمان المسار الطبيعي للحياة لشعبنا وأن لا تنقطع سلسلة التوريد بسبب هذه التدابير.
سؤال: سعادة الوزير كان لديك بعض الاجتماعات في الكابيتول هيل هذا الأسبوع وأنا متأكد من أنك اجتمعت مع السيناتور كوركير. هل تعتقد أن قراره بمنع مبيعات الأسلحة إلى دول مجلس التعاون الخليجي مفيد في حل هذه الأزمة؟
سعادة الوزير: نؤمن بأن أي قرار يمارس ضغطا على الدول سيكون مفيدا لأنهم بحاجة إلى الدفع للتعامل مع هذه المسألة بجدية وعدم إطالة حصار على دولة وبعد تصريح وزارة الخارجية الأمريكية الذي عبر عن حيرتهم بشن الصراع في المنطقة على دول الحصار قضاء بعض الوقت في إعداد قائمة من المطالب بشكل أفضل، ونحن نقدر القرار المتخذ من قبل السيناتور وسيسهم في دفع هذه العملية بشكل أكبر.
سؤال: إيميلي تومبكنز – السياسة الخارجية. قال وزير الخارجية السعودي يوم الثلاثاء ان قطر ستبقى معزولة إذا لم يتم تلبية المطالب. ما هو ردك على ذلك؟
سعادة الوزير: هناك جانبان لهذه الأزمة – الجانب الأول سياسي والثاني قانوني وقطر تتابع أعمالها القانونية مع المنظمات الدولية ذات الصلة. نحن لا نطلب من أي شخص أن يقدم لنا أي خدمة لكننا نطالب بتنفيذ القوانين على الدول التي اتخذت إجراءات غير قانونية ضد دولة قطر. إذا كان هدفهم عزل قطر عن طريق محاصرتنا والتسوق في مختلف الدول الأفريقية أو الدول الأخرى لشراء قطع العلاقات مع قطر فهذا ينعكس بشكل سيء على موقفهم وأفعالهم. قطر ليست معزولة وإنها جزء من المجتمع الدولي وما يفرضونه على قطر هو حصار وليس انعزال والدول التي تثبت خاطئة هي التي يتم عزلها. قطر هي الدولة الأكثر تقدمية في المنطقة ولدينا العديد من الحلفاء والأصدقاء الذين يبعدوننا عن العزلة، وقطر شريكا جديرا بالثقة للعديد من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة ونحن نؤمن بهذه العلاقات وسنواصل طريقنا لاتخاذ إجراءات قانونية لرفع هذا الحصار الغير قانوني.
سؤال: سعادتك، هل بإمكانك أن تحدد أهداف السياسة الخارجية لقطر وكيفية تنفيذها كونك وزير الخارجية للدولة؟
سعادة الوزير: اسمحوا لي بتلخيصها في بضع كلمات: قطر دائما تتبع سياسة الباب المفتوح. عادة بإمكان الخصوم أن يأتوا إلى قطر ويجتمعوا في قطر حيث نتيح للخصوم القدوم إلى قطر ولقاء بعضهم البعض. أن الدافع خلق سياستنا الخارجية هو الحفاظ على التواصل مع الجميع وإبقاء فرصة الحوار متوفرة لإيجاد حل وخيارا صالحا وقابلا للتطبيق خصوصا لحلفائنا، وأرى أنها ميزة أن يكون لديك شريك جدير بالثقة وبإمكانه الوصول إلى الخصوم، وعندما نتحاور مع الآخرين والأعداء المختلفين لا يعني أننا نؤيد أفكارهم وأيديولوجياتهم ونحن نقوم بذلك لأكير من عقدين.
كان لدينا المكتب التجاري الإسرائيلي ومكتب حماس السياس ولدينا تمثيل لطالبان وأكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، وبذلك قطر توفر بتيسير وتوفير منصة للأعداء والمعارضين للاجتماع والمشاركة في حل مشاكلهم. العديد من المشاكل تتطلب عقودا أو قرون في بعض الأحيان ولم يتم حل أي منها في ساحة المعركة بل تم حلهم حول طاولة المفاوضات، وإذا قطر تستطيع أن تكون قوة من أجل الخير والأمن والاستقرار في المنطقة لما لا نستفيد من ذلك؟
ثانيا، عادة ما تدفع سياستنا المطالب العادلة للشعب. لا نستطيع أن نقول إننا سنظل محايدين عندما يتعلق الأمر بشعب يواجه نظام وحشي أو شعب يواجه ديكتاتورية، عندما يبدأ البعض بالتفكير في سياسة قطر على أنها تغيرت من لعب دور الوسيط إلى المشاركة فهذا أمر خاطئ، وسياستنا تبقى كما هي.
شاركنا في الربيع العربي بسبب رغبة الشعب الذي كان يقوم بمظاهرات سليمة ضد الحكومات والدكتاتوريات القاسية التي عسكرت المظاهرات السلمية وحولتها إلى حرب أهلية. عندما نختار جانب في مثل هذه الأحداث أعتقد أننا نختار الجانب الصحيح الذي يدعم الناس، قمنا باختيار جانب الشعب في الأزمة السورية وفي ليبيا ضد الحكومة التي قصفت شعبها ولكن في الوقت نفسه كنا نلعب دور الوسيط بين الأطراف المتنازعة، وكانت جهودنا بين إريتريا وجيبوتي ذي ذلك الوقت جارية ولا تزال جهودنا قائمة في أفغانستان والصومال. أينما نجد أن بإمكان قطر أن تساهم بشكل إيجابي في أمن واستقرار العالم لن نتردد في المشاركة، ولدينا العديد من الشركاء الدوليين الذين يشاركوننا في جهودنا ولدينا عملية واضحة وشفافة في تنفيذ هذه الجهود.
هذا ملخص سياستنا المشار إليها في دستورنا الذي تم التصويت عليه من قبل الشعب وأن سياسة دولة قطر هي الحفاظ على سيادة واستقلال دولة قطر وعدم قبول التدخل في شؤون أي دولة أخرى، هذه هي المبادئ والقيم التي نؤمن بها.