الدكتور باباتوندي أوسوتيمين
المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
بالنيابة عن حكومة دولة قطر، أود أن أعرب عن شكرنا لحكومة تركيا على كرم الضيافة وحسن التنظيم لهذه القمة التاريخية.
إن دولة قطر تولي اهتماماً كبيراً لهذه الدورة الخاصة حول الشباب ويسرنا أن البرامج العالمية تتحدث على نحو متزايد عن مشاركة الشباب ومساهمتهم في تحقيق السلام والتنمية والأمن. وفيما يتعلق بالبرنامج الإنساني، نحن مقتنعون تماماً من أنه لا يجب أن يعالج فقط شواغل الشباب ولكنه ينبغي أيضا أن يقوم بتعبئة الشباب في حالات الاستجابة الإنسانية. إن الشباب هم الأدوات الأساسية للتغيير، ليس في المستقبل فحسب، ولكن في وقتنا الراهن أيضاً.
وبالإضافة لذلك، لا يلعب الشباب دوراً رئيسياً في دفع مسيرة الالتزامات والتعهدات التي تنجم عن هذه القمة فحسب، وانما هم أيضا شركاء أساسيون في المضي قدما وبلورة التضافر بين مخرجات كل من المؤتمر الدولي الثالث المعني بتمويل التنمية، وأهداف التنمية المستدامة، واتفاقية باريس الخاصة بتغير المناخ.
وبكل فخر، قامت دولة قطر برعاية المشاورات الشبابية العالمية والتي عقدت في الدوحة في سبتمبر 2015م، والتي جمعت شباب من مختلف أنحاء العالم من أجل مناقشة أفكارهم حول كيفية تحسين وسائل العمل الانساني الراهنة، والتوصل إلى اتفاق حول الأولويات الرئيسية.
أدت مساهمة أكثر من مائتين وخمسين شاباً، من الجنسين من جميع أنحاء العالم، إلى صياغة إعلان الدوحة للشباب بشأن إعادة تشكيل جدول العمل الإنساني.
نحن سعداء ان نرى هذا العمل يمضي قدماً أكثر فأكثر هنا في هذه الدورة و من خلال ميثاق العمل الإنساني للشباب، والذي تدعمه قطر بشكل كامل.
السيدات والسادة،
وثمة جانب بالغ الأهمية في هذا الصدد خاص بمسؤوليتنا يتمثل في ضمان منح الشباب ما يستحقونه من الفرص لسماع صوتهم. وفي اطار التزامنا نحو هذا العمل، إلى جانب أيادي الخير نحو آسيا القطرية وغيرها من الشركاء، تقوم قطر حالياً بوضع تصور لإنشاء مركز بناء قدرات إقليمي للعمل مع الشباب المهتمين والجماعات المنخرطة بالفعل في مجال العمل الإنساني وزيادة قدراتهم ومعرفتهم ومشاركتهم الفعالة.
و من شأن هذا المنبر أن يؤكد أن العمل الذي بذل في عقد المشاورات الشبابية العالمية لن يصبح حدثاً "لمرة واحدة" ولكنه بدلاً من ذلك يصبح أساسا لبناء آلية مستدامة لإشراك وتمكين الشباب.
تركز هذه المبادرة حالياً على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكن، يحدونا الأمل في أن يتم تكرارها من قبل جهات أخرى مهتمة بهذا المجال في مناطق أخرى. ونحن نناقش هذه الإمكانية مع شركائنا المحليين والإقليميين والدوليين ونرحب بالمساهمات في هذه الجهود من الآخرين الحاضرين هنا.
إن دولة قطر حريصة للغاية لسماع الالتزامات التي قد تتمخض عنها هذه الدورة، ونحن ندرك من تجربتنا في دعم المبادرات التي يقودها الشباب، أن المجتمعات السلمية والشاملة لا يمكن أن تبنى على نحو مستدام دون مشاركة والتزام الشباب.
ولكم جزيل الشكر