بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيد / وانغ يي ، وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية الصديقة،،
معالي الدكتور / نبيل العربي ، الأمين العام لجامعة الدول العربية،،
أصحاب المعالي وزراء خارجية ورؤساء وفود الدول العربية الشقيقة،،
أصحاب السعادة ،،
السيدات والسادة،،
يسعدني في البداية أن أرحب بكم في دولة قطر وأن أتقدم بفائق الشكر والتقدير إلى جمهورية الصين الشعبية لحرصها على دورية انعقاد منتدى التعاون العربي الصيني الذي بات نموذجاً رائداً في التعاون الدولي وفي الحوار بين مختلف الحضارات.
كما يطيب لي أن أتوجه ببالغ الشكر إلى معالي وزراء خارجية الدول العربية ، وإلى رؤساء وفود الدول العربية المشاركة ، وإلى الأمانة العامة للجامعة العربية ، وبعثة الجامعة العربية ولمجلس السفراء العرب في بكين ، للدور الهام الذي يقومون به من أجل تعزيز التعاون العربي الصيني.
إن هذا المنتدى يـُعدّ بمثابة حلقة في سلسلة التواصل بين الحضارتين العربية والصينية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ، ذلك التواصل الذي نجح في أن يعكس وجهاً مشرقاً من وجوه العلاقات الدولية ومن هذا المنطلق يجب علينا تكثيف الجهود وتنسيقها في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك للجانبين وفي مقدمتها التنمية ، والمناخ ، الطاقة النووية ، وحوار الحضارات ، وإصلاح وتطوير منظمة الأمم المتحدة.
لقد تعززت العلاقات العربية الصينية لتصل إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية والتي سيتم العمل من خلالها على الارتقاء بمستويات التعاون في مختلف المجالات ،ونشير هنا إلى ارتياحنا للنجاح المحقق على صعيد تنفيذ برنامج المنتدى 2014 -2016، حيث اتضحت رؤى الطرفين حيال الأهداف والغايات الاستراتيجية للمنتدى الأمر الذي يدل على جدية خطواتنا ورغبتنا الصادقة نحو التعاون البناء والدفع به لآفاق أرحب من خلال دعم المؤسسات والمشاريع المشتركة وتنفيذ الخطة التنموية العشرية لمنتدى التعاون العربي الصيني 2014-2024 ، واستثماراً للقواسم الحضارية والتاريخية بيننا كشركاء فعليين لخدمة قضايا شعوبنا.
أصحاب المعالي والسعادة ،،
إن الإرادة المشتركة للدول العربية والصين في ايجاد نموذج ناجح للتعاون جنوب – جنوب ، تجعلنا نتطلع إلى أن يمثل هذا المنتدى دفعة قوية لتسريع وتيرة التنمية المستدامة المنشودة على المستوى الوطني للجانبين من خلال عمل تكاملي يواكب مجهودات النهوض بالعنصر البشري ، وبناء القدرات ، ونقل الخبرات والتكنولوجيا ورؤوس الأموال ، وزيادة حجم التبادل التجاري ، وخلق فرص الاستثمار الاقتصادي دون إغفال للجانب الثقافي.
وأشير هنا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين عام 2015م بلغ حوالي 250 مليار دولار.
إن تداخل وتفاعل مصالح الشعوب يؤكد قناعتنا الثابتة بأهمية التعاون بين الدول والمجموعات لمواجهة التحديات الاقتصادية ، ومن هذا المنطلق جاء الدعم من دولٍ عربية لمبادرة فخامة الرئيس شي جين بينغ في بناء " الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" وبناء " طريق الحريري البحري في القرن الـ 21 "،
أصحاب المعالي والسعادة ،،
السيدات والسادة ،،
إن أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين أمرٍ تحتمه المستجدات والتحديات التي يشهدها العالم والتي تتطلب منا المزيد من العمل لترسيخ العلاقات الدولية وفق رؤية تقوم على التعاون والتضامن والتعايش بين كافة الشعوب ، انطلاقاً من قناعتنا الراسخة من أن تحقيق مصلحة الجميع في السلم والاستقرار والتنمية لن يتحقق إلا من خلال الحوار وايجاد الحلول الدائمة والعادلة لقضايا الشعوب وفق مقررات الشرعية الدولية.
وفي هذا الصدد ، فإن تحقيق السلم والأمن في المنطقة العربية يمثل ركيزة أساسية لتحقيق السلم والأمن العالمي ، وهذا ما يوجب على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته في حل القضية الأساسية في المنطقة العربية ، وهي القضية الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ومن هنا نود أن نشيد بالمواقف الصينية المساندة على الدوام للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتي نتطلع إلى استمرار الدور الصيني في نهجه الداعم لقضايانا العادلة من أجل تحقيق السلام المنشود في الشرق الأوسط في إطار مبادئ وأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي تعيد للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف ونأمل أن تظل الصين على وتيرتها بمواقفها الإيجابية بشأن القضايا العربية العادلة .
وفي هذا الاطار يتعين على المجتمع الدولي أن يبذل جهوداً مضاعفة للتعامل مع الأزمة السورية وتعقيداتها المختلفة لتحقيق الحل السياسي الشامل الذي ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق بدون تدخلات عسكرية أجنبية وفقاً لمقررات جنيف (1) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية وسيادتها ، ووفق المسار الديمقراطي الذي ينشده الشعب السوري الشقيق.
واذا كان تحقيق الأمن والاستقرار في العالم يمثل هدفاً سامياً لنا جميعاً، فإن العبر المستفادة من تجارب سابقة تتطلب من المجتمع الدولي تركيز الجهود على حل الصراعات والنزاعات سلمياً ، وليس عن طريق استعمال العنف والقوة التي أفضت إلى تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب.
وفي هذا الصدد ، نؤكد على إدانة كافة الأفكار المتطرفة ، والابتعاد عن الصراعات القائمة على أساس مذهبي أو طائفي سواء في منطقتنا العربية أو غيرها من مناطق العالم.
أصحاب المعالي والسعادة،،،
إن مشروع "إعلان الدوحة" يتضمن جملة من البنود التي تعبر عن الرؤى المشتركة تجاه مصالحنا جميعاً.
كما أن مشروع البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني لعامي 2016-2018 يعتبر خطة طموحة في مسار دعم العلاقات بين الدول العربية والصين.
ولا شك إن الإعلان والبرنامج يشكلان فرصة حقيقية لتمهيد الطريق وبناء المزيد من الاستراتيجيات المشتركة المتجددة في مختلف مجالات التعاون السياسية ، والاقتصادية ، والثقافية ، والعلمية.
وختاماً نتمنى لأعمال هذه الدورة النجاح في تحقيق ما تتطلع إليه الأمتين العربية والصينية من تعاون لتحقيق التنمية والرفاه لشعبيهما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،