١٤ يناير ٢٠١٧كلمة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع المنعقد حول إصلاح مجلس الأمنبسم الله الرحمن الرحيم أصحاب السعادة،، الحضور الكرام ،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، يسرني في البداية أن أرحب بكم جميعاً في الدوحة متمنياً لكم طيب الإقامة. وأود أن أعرب عن شكري وتقديري لسعادة السيد/ بيتر تومسن رئيس الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة لحضور هذه الفعالية. كما أود تهنئة سعادة السيد محمد خالد خيري الممثل الدائم لجمهورية تونس الشقيقة وسعادة السيد أيون جينجا الممثل الدائم لجمهورية رومانيا لتعينهما كرئيسين مشتركين للمفاوضات بين الحكومات حول إصلاح مجلس الأمن. كما أشكر الخبراء البروفسير ادوارد لوك والبروفسير اناينغ كويسي والبروفسير ديفيد بوسكو على جهودهم والمشاركة في هذه الفعالية. أصحاب السعادة،، السيدات والسادة ،، أن أهم التحديات التي يشهدها النظام العالمي في الوقت الراهن هو تهديد استقرار المجتمع الدولي وأمن وسلامة شعوبه وهو ما يضع نظام الأمن الجماعي في الأمم المتحدة في تحد حقيقي واختبار صعب لأثبات جدارته كإطار فعال للأمن الجماعي في عالمنا المعاصر. إن اخفاق مجلس الأمن في اداء مسؤولياته تبرز أهمية سرعة إصلاح مجلس الأمن الذي تشكل منذ عقود طويلة في ظل ظرف دولي مختلف، وأصبح الآن غير مواكب للتطورات التي طرأت على بنية وتفاعلات النظام الدولي خلال العقود الماضية. يأتي استضافة دولة قطر لهذا الاجتماع في إطار دورها كعضو فاعل في المجتمع الدولي ومن منطلق الاتفاق الواسع وشبه الاجماع بين أعضاء المجتمع الدولي على أن إصلاح مجلس الأمن هو مصلحة جماعية للدول الأعضاء ولنظام الأمم المتحدة. فبعد مضي أكثر من عشرون عاماً على المناقشات الرامية إلى إصلاح مجلس الأمن فمن المؤسف أن الجميع يتفق على أن عملية اصلاح مجلس الأمن ضرورية وملحه وعلى الرغم من المبادرات العديدة والمجهودات الكبيرة التي بذلت لم يحقق المجتمع الدولي التقدم المنشود. وأمام التحديات الجسيمة التي يواجهها السلم والامن الدوليين بات من الأهمية الدفع بعملية اصلاح مجلس الأمن ليعكس واقع المجتمع الدولي في القرن الحادي والعشرين ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إضفاء مزيد من الشفافية على أعمال المجلس وزيادة أعضائه وفق معايير وضوابط تحقق التوازن العادل في التمثيل والفاعلية في أدائه لمهامه ومسؤولياته. السيدات والسادة ،، نحن ننظر في قطر إلى السلام بشمولية أكثر من مجرد غياب العنف فالسلام هو معالجة جميع جوانب التنمية وتعزيز المؤسسات والتعليم وفتح فرص الانتعاش الاقتصادي والإدماج السياسي والاقتصادي للشباب ، وتعزيز التماسك الاجتماعي في قلب العديد من الصراعات العنيفة وقضايا عدم المساواة ، وانتهاكات حقوق الإنسان والظلم والاقصاء . ومن هذا المنطلق نؤكد على ضرورة وأهمية قيام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدوره من خلال المبادرات والوساطة والدبلوماسية الوقائية التي ينبغي على المجتمع الدولي ترسيخها فهناك العديد من الصراعات والنزاعات لا يمكن أن تحل إلا من خلال الجهود المتعددة الأطراف ، وبالنظر إلى الفرص والتحديات الهائلة أمامنا ، فإن المجتمع الدولي ليس لديه خيار سوى السعي الجاد للشراكة الدولية وتعزيز مجلس الأمن الدولي للتعامل مع تحديات اليوم والتحديات التي قد يفرضها المستقبل، للحفاظ على السلام والأمن وبناء عالم أكثر إنصافا واستقراراً. أصحاب السعادة،، السيدات والسادة ،، لا شك أن الجميع هنا يرغب في التفاهم والالتقاء حول رؤى إصلاح مجلس الأمن دون التمسك بالرأي الواحد وهذا النهج سوف يجعلنا قادرين على تجاوز أي تشكك بشأن إصلاح مجلس الأمن. وانني على يقين بأن المستوى الرفيع للمشاركين سوف يثري مناقشات هذا الاجتماع من خلال النقاش الجيد والمثمر والصريح بأنكم ستأتون بأفكار جديدة حول العملية الحكومية الدولية . كرر الترحيب بكم في الدوحة واتمنى لكم اقامة طيبة ولهذا الاجتماع كل النجاح والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،