سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: نرحب بمعالي الوزير جان إيف لودريان، وزير خارجية دولة فرنسا الصديقة، ونرحب بجميع الإعلاميين المتواجدين بيننا اليوم.
اليوم، تمت سلسلة من الاجتماعات بين معالي الوزير وبين المسؤولين في دولة قطر. طبعا اجتمع مع صاحب السمو وكان هناك بحث للعلاقات التاريخية ما بين البلدين كما تمت مناقشات حول القضايا الإقليمية في المنطقة. كما اجتمعت أيضا مع معالي الوزير، وساد الاجتماع جوٌ من الشفافية وتبادل وجهات النظر حول كافة قضايا التعاون الاستراتيجي ما بين البلدين سواء كان في مجال الدفاع أو في المجال الاقتصادي والشراكات الثقافية ما بين دولتينا، وكما تبادلنا الرأي حول القضايا الإقليمية خصوصاً الأزمة الخليجية والقضية الفلسطينية وسوريا وليبيا واليمن وسبل مواجهة ظاهرة الإرهاب.
والنهج المشترك والراسخ في العلاقات بين قطر وفرنسا، يدعونا إلى اتخاذ خطوات بناءة في العلاقة؛ لذا تم التوقيع اليوم على إعلان نوايا الحوار الاستراتيجي ما بين البلدين، الذي سيشكل نقلة نوعية للشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر وفرنسا حيث سيشمل الاتفاق مجالات عديدة كالدفاع والأمن والصحة والتعليم والثقافة والرياضة والاقتصاد والاستثمار ومكافحة الإرهاب ومتابعة تطورات العلاقات ما بين البلدين ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات فيما بيننا.
نتطلع لأن يكون هذا الحوار الاستراتيجي رافدا هاما لكافة آليات التعاون الثنائي القائمة بين البلدين حاليا، وأن تفتح أفقا واسعا لتعزيز هذه العلاقات والتعاون.
أشكركم معالي الوزير على زيارتكم وأشكر الجميع على حسن الاستماع.
وزير الخارجية الفرنسي: شكرا صديقي العزيز، سعيد جدا بزيارتي إلى قطر اليوم، حيث أقوم بزيارتي التاسعة عشرة، أود أن أتوجه بشكري الجزيل لصاحب السمو الشيخ تميم الذي تفضل باستقبالي وأنا دوماً سعيد جدا بلقائي مع زميلي ونظيري الشيخ محمد الذي كان لي لقاء معه هذا الصباح، قبل كل شيء أود أن أهنئ قطر على فوزها بكأس آسيا لكرة القدم فريق العنابي قد قام بمباريات ممتازة وهذا المصدر هو مصدر مشروع للاعتزاز بالوطنية وهو أيضا يبشر بالخير لكأس العالم عام 2022 في قطر، فكرة القدم هي من أجمل الجوانب الحماسية التي تجمع بين شعبينا وسوف نكون إلى جانب قطر لتنظيم مبارياته لكأس العالم لكرة القدم كما كنا في الألعاب الكبرى منذ الألعاب الآسيوية في العام 2006.
في موضوع آخر تم تسليم أول طائرة رافال قطرية في بوردو منذ بضعة أيام بحضور نائب رئيس الوزراء، وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد العطية، وهذا جاء ليذكر بالشراكة المتينة بين البلدين في مجالي الدفاع والأمن.
إن تزايد عدد التهديدات والأزمات في الشرق الأوسط وفي أمامكن أخرى إنما يبين أهمية هذا الموضوع، وأنا أقصد هنا بشكل خاص مكافحة الإرهاب وتقليل الإرهاب والأيدولوجية التي تغذيه، ولكن إضافة لهذه المواضيع الأساسية التي نواصل البحث فيها بشراكتنا الاستراتيجية إن علاقتنا سوف تتطور في كل المجالات: الثقافة والفرانكفونية، حيث سيتم تدشين المتحف الوطني الذي صممه الفرنسي (جان نوفيل) والذي سوف يشارك فيه رئيس الوزراء الفرنسي ادوارد فيليب في 27 مارس هو رمز لهذه الروابط فيما بيننا.
الاقتصاد، لأن فرنسا والشركات الفرنسية تريد مواكبة الاقتصاد القطري في تعزيز استقلاله وتطوير الاستثمارات القطرية المدهشة في فرنسا. والرياضة، طبعا خاصة في التحضير لكأس العالم لكرة القدم 2022، وهذه المصالح المشتركة تبرر إطلاق حوار استراتيجي اليوم مع الشيخ محمد وسوف يستمر بشكل منتظم. هذا الحوار سوف يركز على عدة جوانب أولاً: الوصول إلى حل سياسي في ليبيا يؤدي إلى انتخابات ويسمح بإعادة الاستقرار في ليبيا من أجل الأمن. كذلك معايير الخروج من الأزمة في سوريا وهذا يمر عن طريق دستور وانتخابات يشارك فيها كل السوريين وإيجاد بيئة محايدة لكي لا يكون السيناريو مكتوباً مسبقاً، وبدون ذلك لن يكون هناك نصر مستدام ضد داعش ولا عودة اللاجئين ولا أمن للدول المجاورة.
هذا الحوار الاستراتيجي يتناول أيضا دعم سيادة واستقرار "وبحبوحة" الدول التي عصفت بها الأزمات مثل لبنان والعراق.
الوضع في الأراضي الفلسطينية، وخاصة غزة يتطلب عملا حاسما من المجتمع الدولي لإيجاد حل الدولتين ليعيشا جنبا إلى جنب في سلام وأمان في إطار حدود معترف بها والقدس عاصمة للدولتين.
وبالطبع في الخليج والتوترات بين إيران والدول العربية من جهة ثانية، التدابير التي اتخذتها عدد من الدول المجاورة لقطر بحق هذا البلد وحول هذه النقطة موقفنا معروف أن الخلافات يجب أن تحل بالحوار بين البلدان والشعوب لا يجب أن تدفع ثمن الخلافات بين الدول.
إن وزيرة القوات المسلحة سبقتني هنا يوم الجمعة، ونظيرها الوزير القطري كان في فرنسا الأسبوع الماضي، رئيس لجنة حقوق الإنسان سيكون في باريس في منتصف شهر فبراير الجاري، وسيكون رئيس وزراء فرنسا في الدوحة 27 مارس المقبل وهذا يبين مدى كثافة العلاقات وثراء هذه الشراكات وشكرا لكم.
سؤال صحفي وكالة فرانس برس:
لدي سؤالان إذا تسمحون لي، إن العلاقة بين قطر وفرنسا قوية جدًا في العديد من المجالات ولكن ما الفرق في هذا الحوار الاستراتيجي وما الذي يجعل هذا الحوار القطري الفرنسي حوارً قوياً؟
سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: إن الحوار استراتيجيا الآن بين قطر وفرنسا كان قويا جدا، وقام على أسس قوية جدا، وهذه استراتيجية الحوار هي التي تخلق الأرضية المناسبة للتنسيق والعمل خاصة على مستوى الشراكة، وعبر رؤية استراتيجية ملتزمة بين البلدين، هذه الأرضية في قطاعات متعددة مثل الأمن والدفاع، والجانب الثاني طبعا هو الجانب الاقتصادي نحن نؤمن جيدا أن هذه العلاقة استراتيجية مفتوحة على آفاق جديدة وقوية جدا وهذا ما نعتبره الآن وهذا التشخيص الأولي لهذه الشراكة بين قطر وفرنسا هو شيء تقدره الحكومة القطرية وتعمل على دعمه دوما.
وزير الخارجية الفرنسي: أنا أتفق مع ما قاله زميلي محمد، الجانب الإيجابي في هذا الحوار الاستراتيجي أنه يلزمنا بعقد اجتماعات منتظمة، وأن نتناول كل الجوانب الأساسية مثل مكافحة الإرهاب والأمن للبلدين وجوانب الدفاع بشكل عام والاقتصاد والثقافة وهذا يجبرنا على مواعيد منتظمة وعلى وضع حصيلة منتظمة لعملنا، وهذا يعني أن هذا مجال مفتوح للتعاون بين البلدين بشكل مستدام. وأنا لن أقارن مع إيطاليا كما دعوتني لذلك، ولكن ما يمكنني أن أقوله هو أن العلاقة بين قطر وفرنسا هي خط مستقيم وثبات في الأهداف. وأن لنا علاقة مع إيطاليا متعرجة لو صح القول وهناك صعود وهبوط ولكن مع قطر هناك فقط صعود.