وزير الخارجية التركي: نحن اليوم سعيدون جداً باستقبال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري.
لقد تم التركيز على العديد من المواضيع المشتركة الثنائية والإقليمية والدولية، وتم التركيز كذلك على حجم التداول التجاري الذي وصل إلى قرابة مليار ونصف مليار دولار، وأيضا تم التركيز على زيادة حجم التبادل التجاري، ومناقشة العديد من المشاريع المشتركة في مقدمتها الدفاعات الصناعية. وأيضاً تم تناول الأزمة الموجودة حالياً في ليبيا، نحن في كلا الدولتين متفقون في وجهات النظر في دعم مواقف الأمم المتحدة من أجل حل هذه الأزمة، ونعلم جيداً أن هذه الأوضاع والأزمة الموجودة في ليبيا تهدد وبشكل كبير مستقبل ليبيا، ونرفض بشدة حل هذه الأزمة بشكل عسكري، أو بتدخل عسكري. يجب حل الأزمة الليبية من أجل الشعب الليبي ومن أجل مستقبل الدولة الليبية بشكل سياسي دبلوماسي.
كما تم تناول المستجدات الأخيرة في أفغانستان، وخاصة مساعي صاحب السمو أمير دولة قطر في إيجاد حلول سياسية، ولعب دور الوسيط في حل المشاكل العالقة في أفغانستان. نحيي بشدة مواقف صاحب السمو أمير دولة قطر ونحن كجمهورية تركية ندعم جميع الحلول السياسية في أفغانستان، ونشارك أيضاً في الوجود العسكري التابع للأمم المتحدة، إضافة إلى بناء مشاريع مشتركة تركية-أفغانية.
أيضاً تم التركيز في الاجتماع على المواضيع الثنائية التركية-القطرية، والقضية الفلسطينية فكلا الدولتين ترغب في حل القضية الفلسطينية بشكل سياسي وتسعى إلى إحلال السلام العادل في فلسطين، هذا بالإضافة إلى أننا نشترك في وجهة نظرنا في القضية الفلسطينية. وتم التطرق إلى الأزمة السورية بشكل موسع.
وأشكر أخي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وأترك المجال له.
سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: دائماً أسعد بلقاء أخي معالي الوزير سواء كان في تركيا أو الدوحة أو في المحافل الدولية بتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية التي تهم البلدين، في لقائنا اليوم بحثنا أولاً تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وهي علاقات استراتيجية تجمع دولة قطر وتركيا في كافة القطاعات والمجالات وهذه العلاقات في تنامٍ مستمر، طبعاً العلاقات على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الاقتصادي هناك تنسيق مستمر، وهناك أيضاً تبادل في الآراء، وهناك استفادة لشعبي البلدين من هذه العلاقات خصوصاً العلاقات الاقتصادية منها، ودائما دولة قطر وتركيا لديهما هذا التنسيق المستمر وهذه العلاقات المتميزة التي نعمل على الارتقاء بها أيضاً إلى مستويات أفضل.
طبعا اليوم هناك قضايا إقليمية مهمة جداً وأحداث تمر بها المنطقة في عالمنا الإسلامي تتطلب المزيد من التشاور والمزيد من التنسيق في مواقفنا كدول في هذه المنظومة الدولية.
وفي البداية أود أن أعبر عن امتناننا وشكرنا للدور الذي تلعبه تركيا في قيادة منظمة التعاون الإسلامي في ظل هذه الظروف التي تعصف بعالمنا الإسلامي. وندعم الاستمرار في لعب هذا الدور لمحورية تركيا في عالمنا الإسلامي.
أيضاً بحثنا اليوم من القضايا المهمة التي تتطور بشكل متسارع، الصراع في ليبيا خصوصاً الهجوم الذي قامت به قوات خارجة عن الشرعية يقودها حفتر للهجوم على العاصمة طرابلس وترويع الآمنين. خصوصاً بعد الجهود المتواصلة التي تقوم بها حكومة الوفاق الوطني، التي يعترف بها المجتمع الدولي وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وكل الدعم الذي كانت تقدمه بعثة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي حيث نجد أن هناك من يريد التغلب على الإرادة الدولية ومخالفة القرارات الدولية لفرض واقع جديد بالقوة. ونحن نطالب المجتمع الدولي أن يكون له وقفة حاسمة في وجه هذه الانتهاكات للقانون الدولي ليست في ليبيا فقط ولكن في كافة القضايا الإقليمية التي باتت أيضا لا تولي أي اعتبار للقانون الدولي الإنساني وتنتهكه كل يوم.
كما تطرقنا أيضاً إلى التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، خصوصا التصريحات الأخيرة التي استفزت مشاعر العالم العربي كافة بادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بضم الضفة الغربية كأراض إسرائيلية، وهذا الأمر مرفوض وفق الأعراف والقوانين الدولية ومرفوض لنا جميعاً.
كما أيضا ناقشنا آخر تطورات المصالحة الفلسطينية والجهود الإقليمية والدولية للتوصل لهذه المصالحة، واتفقنا على أنه يجب حث الطرفين على أن الوحدة وإنهاء الانقسام في أسرع وقت هما خط الدفاع الأول للحفاظ على القضية الفلسطينية والدفاع عنها.
كما تناولنا أيضاً آخر التطورات في الجهود التي تيسرها دولة قطر لتحقيق السلام في أفغانستان، والمحادثات بين طالبان والولايات المتحدة والمحادثات التي نتطلع إليها المحادثات الأفغانية - الأفغانية ليكون هناك إنهاء لهذا الصراع الذي عانى منه هذا البلد الإسلامي لعقود طويلة.
كما بحثنا آخر التطورات في سوريا وتم التشاور بيننا في هذه الأحداث الأخيرة وخصوصاً ما يخص الوضع في إدلب.
شكراً معالي الوزير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وأتطلع إلى لقائكم بشكل مستمر، ودائماً أتطلع إلى لقائكم في الدوحة.
سؤال: عمر خشرم الجزيرة: الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت قراراً بوضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية؟ كيف تقيمون هذا القرار وكيف يؤثر على المنطقة؟
وزير الخارجية التركي: نعم إن أمريكا قد أصدرت هذا القرار وهو قرار من جهة واحدة داخل العقوبات التي تمارسها على الجمهورية الإيرانية نحن نقول ودائما نكررها في جميع المحافل والمنابر الدولية بأنه قرار قد أصدر من أمريكا ولا يمكن تعميمه، وأن هذا القرار لا يفهم بالنسبة لنا. نحن شاركنا في العديد من المؤتمرات مع الشقيقة قطر وأعتقد بأن إحدى الدول الخليجية كانت قد اقترحت وضع الحرس الجمهوري داخل التنظيمات الإرهابية. وعلى سبيل المثال فإن تنظيم "بي كا كا" الإرهابي موجود داخل وضمن لائحة التنظيمات الإرهابية، حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الجيش والقوات المسلحة الأمريكية تتعاون مع تنظيم "بي كا كا" الإرهابي داخل سوريا فيما تعلنه داخل لائحة التنظيمات الإرهابية. نحن كجمهورية تركية سعينا من أجل هذه المواضيع دائما مع أمريكا ومع إيران في الساحات الدولية، ولا يمكن لأي دولة إعلان أن الجيش والقوات المسلحة التابعة لدولة أخرى بأنها تنظيمات إرهابية كما لا نؤيد إصدار قرارات من جهة واحدة، وكجمهورية تركية دائماً نؤيد ونبرز قلقنا ووجهة نظرنا للولايات المتحدة الأمريكية.
سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: الخلافات بين الدول يجب أن تحل بالحوار فإيران دولة لها وضعها الإقليمي والجغرافي الذي يتطلب علينا كدول أيضاً محيطه بها أن ننظر باعتبارات مختلفة سواء اتفقنا مع سياساتها. خلافنا السياسي مع إيران يجب أن يحل بالتفاوض وإذا اختلفنا مع بضع السلوكيات للجيش الإيراني أو أي جيش آخر لا يكون عبر الإجراء بالعقوبات. بشكل عام دولة قطر دائماً تنظر بأن الإجراءات الأحادية الجانب سواء من أمريكا أو غيرها لا تقوم بعلاج أي مشاكل أو حل أي خلافات. اليوم دولة قطر تتعرض من قبل ثلاث دول خليجية لإجراءات أحادية الجانب، والعالم كله يرى اليوم أن دولة قطر ما زالت مستمرة في نهجها وما زالت مستمرة في طريقة تنميتها والدول صاحبة الإجراءات الأحادية لم تجد لها أي داعم في المجتمع الدولي.
سؤال: محمد إقبال من وكالة الأناضول - سؤالي إلى كلا الوزيرين كما تعلمون هناك تدخل من حفتر والقوات التابعة له وقد قام بهجوم في العاصمة طرابلس كيف تقيمون هذه المستجدات في ليبيا؟
سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: الهجمة الأخيرة التي قامت بها قوات حفتر على طرابلس وإذا نظرنا إلى الردود الدولية المختلفة، نرى أن هناك الدول التي نتفق معها وملتزمة بالحفاظ على المنظومة الدولية والقانون الدولي تطالب بوقف هذا العمل العسكري بشكل فوري والرجوع إلى النقاط الأساسية إلى الحوار والتوصل إلى حل سياسي، بينما نجد دولاً تدعم مثل هذا الحراك وتخرج ببيانات مشتركة لإدانة مثل هذا الحراك نحن مثل هذه الازدواجية التي استخدمتها بعض الدول لا نفهمها وتثير الاستغراب وقد تكون من باب فقط التجاوب مع المجتمع الدولي بأن لها موقف متوافق مع القانون الدولي وهناك دول أخرى لم تصدر أي مواقف إلا عندما رأت المقاومة الدولية تجاه هذا الحراك غير الشرعي، نحن كمجتمع دولي اعترفنا بحكومة الوفاق الوطني كحكومة شرعية وهي التي تعتبر الممثل الرسمي للدولة الليبية في المجمع الدولي وهذه الحكومة الشرعية لا يستوي أن تعامل على قدم المساواة مع الأطراف الخارجة عن القرارات الدولية سواء كانت قوات حفتر أو أي قوات مليشيات أخرى لا تأتمر بأمر هذه الحكومة.
وزير الخارجية التركي: بداية كما نوهت في مقدمة حديثي حول الأزمة السورية والعاصمة طرابلس كما تعلمون فإن هناك حكومة معترف بها من قبل الأمم المتحدة والعالم ولذلك نحن نتفق مع وجهة النظر العالمية ونرى أن هذه التحركات غير شرعية وغير قانونية ويجب إيقافها بأسرع وقت وإن وما يشابهها حركات ستؤدي إلى أمور سيئة في ليبيا وأعتقد أن من يقوم بتأييد حفتر وهذه التحركات العسكرية هو شريك فيما يجري في ليبيا. كما تعلمون الآن الأزمة اليمنية ما زالت مستمرة واليمن لا زال يعاني من الآفات الصحية والمجاعة والعديد من الآفات الأخرى وأن الدول التي تقوم بهذه الحركات هي المسؤولة عن جميع الأمور الجارية في اليمن. تناولنا هذا الموضوع مع وزير الخارجية القطري، كما قمنا بتبادل وجهات النظر أيضاً مع العديد من الدول سواء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والعديد من الدول الأخرى، وأيضاً ستكون لنا اتصالات مع وزارة الخارجية الفرنسية. وأيضا نتمنى أن تكون جميع الدول صادقة في إصدار مواقفها وإدانتها، وإن إصدار المواقف بشكل شفهي أو لفظي لا يكفي يجب على الجميع أن يكونوا صادقين في تقديم الدعم الكامل لما يحدث الآن في ليبيا وعدم تكرار التجربة التي وقعت في العراق.